يرى العديد من الباحثين أن العدد الجملي لسلم هاميلتون يشكل تقييما مؤهلا كافيا
مبدئيا وذلك باعتمار قيمته المساهمة وقيمته المميزة.
وحساسيته لرصد التغيرات، وأمانة نتائجه عند تكرار الفحص
من نفس الفاحص أو بفاحص آخر كانت رفيعة.
لكن رغم هذه المعطيات لم يحصل بعد وفاق كامل حول أمانته
بين الباحثين وخصيصا حول ميثاقية كل سؤال على حدة، وهو أمر يفيد لما نعتزم مقاربة
التأثير التفريقي لعلاجات مختلفة تستهدف العلامات الإكتئابية، لأنه أمر لم يدرس بعد
بصفة معمقة. أما دراسات توافق النتائج بين مختلف الفاحصين فإن جلها جاءت عن تقييمات
أجريت بواسطة تسجيل الحالة بشريط فيديو.
أما دراسة أمانة النتائج بين فحص وإعادته فإن
مؤشرات التوافق لم تكن كافية الا لبعض الأسئلة التي تخص تغييرات الوزن واضطرابات
النوم، والأفكار الإنتحارية والتغييرات اليومية، ويظهر ذلك على وجه الخصوص عند
الفحوص قبيل وصف العلاج.
علما بأن الدراسات التقييمية للتأهيل لا
تنحصر في احتساب التقارن بين عدد جملي ومؤشر خارجي، كتقييم شامل لحالة الإكتئاب
وأجريت دراسات عديدة بهدف تقييم داخلي لسلم الإكتئاب لهاميلتون. واعتدت تحليل
العوامل المؤثرة بحثا اما على عامل مؤثر عام للإكتئاب أو على عوامل تتباين لكنها قد
تمتاز باستقرارية كافية أي أنها لا ترتبط بالشرائح المدروسة. فالدراسة التحليلية
الأولية سنة
1967
كانت لسلمي ميلتون في صيغة
17
سؤال. وأجريت على شريحة تشمل
272
مريضا. وأفرزت
6
ستة عوامل متباينة تختلف بنيتها جزئيا حسب جنس المريض.
أما دراسة كليري
CLEARY
وغي
GUY
التي أجريت سنة
1976
وشملت
480
حالة اكتئابية من الصنف العصابي (التفاعلي) وكانت حالات نسائية بنسبة
70 %
فهي لم تبين أي مؤثر عام. فالعوامل التي شدت اهتمام الباحثين كانت: القلق وتجسيده،
تغير الوزن، اضطرابات وظائف الإدراك، تقلبات اثناء اليوم. البطء واضطراب النوم.
والمزاج الإكتئابي يتواجد ضمن المؤثر رقم
5
أي البطء. كا اجريت دراستان بفرنسا سنة
1981
بواسطة مجموعة غالفي
GUELFI ET AL
ودرايفوس
DREYFUS ET AL
وباعتماد الصيغة ذات
26
سؤال. وكلاهما أكدت عدم استقرار بنية ذاك السلم من حيث تركيبة العوامل المؤثرة. ذلك
أن لدى شريحة من مرض الإكتئاب يتجانسون نسبيا من حيث التشخيص ومن حيث درجة خطورة
الإكتئاب، وباعتماد نفس الطريقة التقنية في التحليل الإحصائي (المحاكاة بالحاسوب)
فإن التحليل الأول شخص بوضوح لدى
125
مريض عنصرين مؤثرين هما الإكتئاب والقلق وتجسيده، بينما بين التحليل الثاني لشريحة
من
85
مريض
4
عناصر هي الإكتئاب والعناصر الجسدية والقلق والتغيرات أثناء اليوم.
كما أكدت كل من دراسات أوبريان وغودين
O’BRIEN ET GAUDIN
سنة
1981
ثم ماركوس وسالامارو
MARCOS ET
SALAMERO
سنة
1990
أن عدد العوامل المؤثرة يختلف بين دراسة وأخرى بدون تواجد عنصر مؤثر عام حقيقي.
وجاءت مقاربات بتقنيات أخرى غير التحليل العواملي بهدف تدارس
مشكلية احادية الأبعاد (للإكتئاب) ومنها نموذج راش
RASH
الذي اعتمد طريقة احتساب نسبة الورود.
وفي مراجعة حديثة قام بها سيادالاو مجموعته
CIADELLA ET AL 1989
بعد اعادة أبحاث باش
BECH
حول نفس الموضوع كانت الحوصلة أن هناك ستة مؤشرات من سلم هاميلتون تترابط بصفة
مجدية بعملية التقييم الجملي للإكتئاب وتستوفي مقاييس احادية الإتجاه بصفة كافية
وهي المزاج الإكتئابي، والشعور بالذنب اضطراب العمل والأنشطة، البطء القلق النفسي،
والعلامات الجسدية العامة.
ولاحظ الباحثون عن جدارة أنه يستحسن اعماد إما العدد الجملي للاسئلة الستة
التي تمثل النواة الإكتئابية أو سلم
11
سؤال كما وضعه باش ورافالسان
BECH - RAFAELSEN
. - وهو يشمل تلك الاسئلة الستة - دون العدد الجملي لسلم هاميلتون أثناء تقييم حدة
الإكتئاب في التجارب العلاجية (التقييم مفعول الأدوية) لأن هذا السلم المصغر (أي
النواة الإكتئابية) يستوفي شرط أحادية الإتجاه (في التحليل الإحصائي).
|